الأربعاء، 9 مايو 2012

شمنجاحبش كندي





نصحني أحدهم بأنه علينا كمبتعثين العودة بالنظام والقوانين، ومنذ أن حطّت رجلي في كندا وأنا “ملقوف” في كل شيء نظامي، تعلمت السر وراء صف الطابور واكتشفت خلطات سرية نظامية تغطي على ساهر. عموماً بعد مدة بدأت أشعر بالفتور، فلا مفاجآت في الطريق ولاخرق للنظام العام مما أصابني بتبلد أحاسيس، واشتقت للزمن الجميل، لزمن التحويلات في طريق الظهران وزمن كان “دوّار مجسم الصدفة” في الشرقية يتحول لزحليقة ومواقف وحديقة في نفس الوقت!
 


فحزنت لحال الكنديين، حياة خالية من عنصر المفاجأة البشري، حتى المغازل الكندي ليس لديه جديد فكل شيء مكشوف ومعروف أما لدينا فهناك تنوع قائم على اكشط واربح
 


أخرج كل صباح في كندا لأرى نفس السيارات تسير في نفس الوقت وفي نفس المسار، ماهذا “الطفش” الذي يخيم على الطريق العام، في حين أن لدينا أشخاصاً يقومون بعرض خدماتهم مجاناً لجعل الطريق أكثر تشويقاً، فهناك تزلج على الإسفلت وتفحيط ومهارة التجاوز من تحت الشاحنات
 


في كندا تذهب لتجديد استمارة السيارة مثلا، تنتهي المعاملة في ٤ دقائق و ٢١ ثانية،، شعور مملّ جداً لا كرم ضيافة ولا يمديك تستريح على كراسي الانتظار! أما لدينا فنرحب بك في عالم من اختياري، ففي خطوة لجعل تجديد الاستمارة تجربة فريدة تتفاجأ بوجود ثلاث مخالفات سرعة في مدينة لم تزرها طوال حياتك وهذا يجعلك تفكر أكثر، مما يساعدك على تنشيط النخاع المستطيل
 


في كندا يا عزيزي القارئ، حتى كُتاب المقالات والأخبار مملون ومنتظمون، يبدأ بمقدمة موجزة جداً ثم يتحدث بعمق وتفصيل ثم يختم برسالة، هل يوجد أكثر من هذا البرود؟! تابع كُتاب صحفنا ، يكفيهم فناً مثلاً اختيار العناوين، تقرأ عنواناً حول إنشاء مشروع مدرسة وتقرأ الخبر لتجده يتحدث عن أسعار الشعير، وصدقني هنا تكمن المتعة الصحفية
 

لذلك سأحاول خلال الفترة القادمة إقناع بعض الجامعات الكندية لابتعاث طلابها لدينا للحصول على حس المفاجأة في تخصص شمنجاحبش الذي ستبدأ حصته منذ حجز تذاكر الخطوط السعودية وحتى المناوشة مع سوّاق التاكسي في البطحاء!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق