لازلت وحتى آخر رمق من ابتعاثي مؤمن أن مجتمع المبتعثين يُعتبر جزء من نخبة المجتمع ككل ولو من باب التحصيل العلمي. مع ذلك لازالت هناك تصورات تحتاج منا وقفة جادة لمراجعة بعض التعاريف الاجتماعية المتعلقة بالأعراف والتقاليد.
قبل عدة أسابيع تم الإعلان عن حصول إحدى الأخوات السعوديات على منصب رئيس لنادي عربي في كندا، ومن جانبي أبارك للأخت هذا الإنجاز بغض النظر هل هي تحب برشلونة أو ريال مدريد فتلك قناعة خاصة بها ولأني أشجع ميلان نوعاً ما. بعض المبتعثين ثارت حميته لدرجة غريبة فاستنكر شكل الرئيس الجديد لأنها سعودية ولو كانت غير ذلك ربما لما علّق أحد على الموضوع وكأن كون الشخص “سعودي” يعطيه قُدسية من الدرجة الأولى تتفوق على بقية بقاع العالم!
وليت بعضهم انتهج مبدأ النصح في السر عوضاً عن الخوض في أعراض الناس دون مبرر، بل ليت بعضهم بدأ بنفسه وأصلح حاله أولاً ثم وزّع فائض التقوى لديه على بقية الخلق!
الغريب أن معظمنا متواجد في بلدان تضم ثقافات مختلفة فتعلمنا التعايش معها من مبدأ انساني وقانوني أيضاً، ولكن حين يصل الأمر لنطاق الجنسية الضيق، تضيق عقول البعض وينسى أنه كشخص مليء بالأخطاء،ليقوم بإضافة المزيد من الخطايا في سلته دونما يشعر
تحاورت مع بعض الإخوة في بداية مرحلة الابتعاث فكان لديهم تصور معين حول الأعراف، وأن العرف الذي كانوا يعيشونه في مجتمعهم هو العرف الصحيح وكل ما يخالفه فهو ذنب لا يُغتفر. بعد زمن يسير بدأوا يغيرون هذه الفكرة المناطقية اللامنطقية لأنها وبكل بساطة عادة معينة وخصوصية لكل مجتمع يُخطئ فيها البشر ويصيبون.
لستُ ضد النصح وتصحيح الأعراف المغلوطة سواء المتصلة بالشرع أو بالمجتمع فقط، ولكن في نفس الوقت مؤمن أنه لابد من اختيار الأسلوب المناسب للحوار والنصح، وفي هذا الجانب تعلمنا أن الحكمة والموعظة الحسنة هي خير سبيل خصوصاً وأننا نعتبر من عامة الناس ولسنا متخصصون شرعيون مثلاً.
مسألة وقوع الخطأ واردة سواء كان الشخص من هذي الجنسية أم تلك، فلا يصح استنكار شيء ما وربطه بأمر ليس له علاقة في الخطأ والصح أصلاً، فالبشر خُلقوا قبل ميلاد مسميات الجنسيات حسب علمي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق