درن براون، رسام باهر وكاتب مثير ومتخصص في التنويم المغناطيسي ومتعمق في دراسة السلوكيات الانسانية والنفسية، بريطاني ولد في العام 1971 يفتح الأعين خلال هذا العرض الجريء على "أفيون" العقول وليس الشعوب فحسب، يعرض صوراً من أشكال الاستغفال التي يمتهنها الوعاظ ورجال الأديان لرفع رصيد الجهل وبالمقابل رفع أرصدتهم البنكية في حين يتوهم البُسطاء أنهم تملكوا سرّ الشفاء أو حصلوا على خريطة الطريق إلى الجنة!
يقوم درن بروان باختيار أحد المُتبرعين لتقمص دور الواعظ، يُدربه على بعض الأفعال ويبين له كيفية الوصول إلى ثغرات العاطفة في نفوس المساكين، يُعلمه كيف يتحدث بثقة تُدهش المرتجفة قلوبهم من هالة المُسميات التي تُحيط الوعاظ والقساوسة وغيرهم مُمن يُسمون مجازاً رجال دين!
في تلك الأثناء قام فريق العمل بتأسيس موقع إلكتروني لهذا الواعظ الوهمي لنشر عدد من الأخبار والمعلومات عن انجازاته للاستشفاء. هُنا لا تهم جزئية الاستشفاء، بل المهم هو ذات الفكرة والسلوك الذي يُمارسها هؤلاء الوعاظ والدُعاة لكسب الأجر، ليس من الرب، بل من جيوب البُسطاء وبعض المُستغفلين أو المغفلين!
بعدها ذهب فريق العمل إلى قصر أحد أشهر الوعاظ الدجالين، قصر بُني بأموال الأغبياء كما تُبنى حول العالم بمباركة هذا الصنف الدنيء من الوعاظ الذين يسترزقون بعاطفة ومشاعر الناس باسم الرب!
بعدها ذهب فريق العمل إلى قصر أحد أشهر الوعاظ الدجالين، قصر بُني بأموال الأغبياء كما تُبنى حول العالم بمباركة هذا الصنف الدنيء من الوعاظ الذين يسترزقون بعاطفة ومشاعر الناس باسم الرب!
ذهب درن براون مع الواعظ الوهمي لأمريكا لإقامة حفل استفشاء كما يسمى، قبلها زارا إحدى جلسات الاستشفاء في أمريكا لأحد أثرياء تُجار التدين لكشف أسرار الخدع التي تُنطلي على الحضور، حتماً سيبهرك ما ستراه خلال هذه الدقائق، لتعرف هل سينجح هذا الواعظ الوهمي في كسب "أتباع"، كما نجحت بعض اللحى الوهمية بشراء القطعان عبر تويتر!
تجري هذه الأحداث وما يشبهها حولنا هنا، وربما بشكل أشد بشاعة! فليس غريباً أن المجتمعات المُحافظة في بيئة قمع تتعرض للكثير من صور الاستغفال الذي يشتد عوده كلما برزت مظاهر التدين كمادة إعلامية بعيداً عن الممارسة السلوكية الفعلية في الشوارع وفي الحوارات والمجالس والملاعب وكل بقعة تطالها أيدي ولُحى هؤلاء الوعاظ!
والشيء بالشيء يُذكر، طالعنا بعض مشاهير الوعظ بدعوات طريفة لاستدرار عاطفة الناس والاشتراك في خدمة ببلي Bubbly والتي بالمناسبة تعني "شامبانيا"، حيث ترسل رقماً محدداً كرسالة نصية للشركة المزودة للخدمة لتصلك رسالة صوتية من هذا الشخص، الواعظ الزاهد المؤمن، ينصحك فيها وربما "يطقطق عليك" بفلوسك التي تدخرها لدفع إيجار شقتك والتي قد يشتري بها محبوبك الواعظ سيارة فارهة جديدة أو يستجم بها في النمسا مع قرب الصيف!
وهل تعلم أنه كان بامكانك اقتناء تقويم مجاني وقراءة ما خلف أوراقه من مواعظ وحِكم وأمثال وطرائف أيضاً، ولكن بما أن هؤلاء الوعاظ استطاعوا غرس "كُره القراءة" في العامة، فهم متأكدين من الربح في هذه الخدمة لدرجة طلب أحدهم مقدم عقد بقيمة مليون ريال وخصم المبلغ من الأرباح كما ذكرت الكاتبة بدرية البشر في مقالها الواعظ المأجور حيث ذكرت تلقيها لعرض ممثال للمشاركة في الشمبانيا، عفواً في حلقة الببلي المباركة!
وهل تعلم أنه كان بامكانك اقتناء تقويم مجاني وقراءة ما خلف أوراقه من مواعظ وحِكم وأمثال وطرائف أيضاً، ولكن بما أن هؤلاء الوعاظ استطاعوا غرس "كُره القراءة" في العامة، فهم متأكدين من الربح في هذه الخدمة لدرجة طلب أحدهم مقدم عقد بقيمة مليون ريال وخصم المبلغ من الأرباح كما ذكرت الكاتبة بدرية البشر في مقالها الواعظ المأجور حيث ذكرت تلقيها لعرض ممثال للمشاركة في الشمبانيا، عفواً في حلقة الببلي المباركة!
عافاكم الرب الحديث يطول كثيراً حول هذا الأمر، والخلاصة يؤكد هذا العرض أن العقل البشري قابل للانتهاك في حال رضي هو بذلك، والسؤال هنا، ماذا يبقى للانسان حين يُرفع عنه القلم!؟
Hussainz9@
Hussainz9@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق