الاثنين، 27 أغسطس 2012

ألف باء الحوار: منال الشريف في أوسلو





في البداية أطرح سؤالاً، ما هو المطلوب منك حين يُعبر أحدهم عن رأيه الخاص؟ حاول استرجاع بعض المواقف التي تفاعلت أو انفعلت فيها مع أو تجاه رأي ما.

قبل أشهر شارك شخص في منتدى أوسلو للحريات، ومُفردة شخص تعني في عمومها انسان ذكراً كان أم أنثى، وبما أن "مافيش حاجة تستخبى" فالشخص كان منال الشريف

لو راجعنا العرض الذي قدمته منال بكل هدوء، سنرى أنها ألمحت في بداية حديثها أن هذا العرض هو من فصول حياتها الشخصية وليس عرضاً عني أو عنك أو غيرنا، وبعملية منطقية يعتبر هذا التحديد تعبيراً عن الرأي الشخصي، والرأي الشخصي ناتج عن تجارب وقناعات معينة متصلة بظروف ومُدخلات كثيرة لن تستطيع وأنت متكئ على "مسند" المجلس أن تُحصيها في دقائق معدودة، بل لن تستطيع الشعور بها لأنك باختصار لا تملك آلة الزمن ولا بساط الريح

حين يُعبر شخص عن رأيه حيال أي قضية ما ويُفصل ذلك بالبراهين التي يراها ويقتنع بها، فأنت منطقياً أمام خيارين، وعباطةً أمام خيار واحد.

منطقياً يمكنك التزام الصمت إما لعدم رغبة في الرد أو لعدم دراية كافية حول الموضوع،  والخيار الثاني هو أن تُعبر عن رأيك وترد على النقاط المطروحة وتناقشها بأسلوب علمي، قدّم براهينك كما قدم الشخص الأول رأيه.

أما إن كنت من محبين "العباطة" فالخيار هو أن تُوزع التُهم والألقاب بالمجان، كل ما عليك تخوين القائل عن طريق استخدام قوالب القذف البلاستيكية الجاهزة، وهنا ثق أنك عرّيت نفسك بمحض إرادتك أمام الجميع.

لستُ أقف في صف أحد هنا، ولكن المثال للتوضيح لا أكثر مع ذلك أعلم أن صنف "العباطة" ربما يواصل هوايته حين يقرأ هذا المقال ويُرسل لنا كيلو ألقاب مجانا!


هناك تعليق واحد: