الاثنين، 30 أبريل 2012

مجلة ماجد والفيس بوك!





قبل عقدين من الزمان فقط كانت الحياة "حلوة" مع مجلة ماجد. كنت أجمع الريالات في انتظار يوم الأربعاء لأشتري المجلة، و كان فضولي لا يتعدى البحث عن "فضولي" وقراءة القصص المصورة. كانت الحياة ملونة ويكاد عقلي يخلو من ديجيتال الصفر والواحد.

أذكر كيف كنا نتواصل حين كنا صغاراً، تتصل على رقم هاتف منزل صديقك لتخبره أنك قادم إليه، وتمشي على قدميك من حارة إلى حارة لتصل أمام منزل صديقك و "تدق الجرس"، تخيلوا كنا نستخدم الجرس وليس البي بي!

تطور الجرس ليتحول إلى رنّـة جوال لإخبار صديقك أنك في انتظاره. وتطور بعدها كل شيء مع التكنولوجيا، فظهرت بنطلونات بتقنية حديثة تساعد في التهوية، وتطورت اللغة وازداد عدد كلماتها وصرنا نقول: قوقل إت، كومنتات، ستاتس و تويت!*

الآن، لا أسعد الله التكنولوجيا التي تلاحقنا في كل بقعة حتى أصبح اليوم بلا فيس بوك أو تويتر يسبب "شد عضلي" في الرئة والطحال. سرعة تناقل الأخبار أصبحت أسرع من تقبلنا للخبر نفسه. تقود سيارتك في وسط "غابة" من الأشجار، فتستغل الوقت للحديث مع والدتك عبر السكايب بالهاتف الجوال. تصلك أخبار الأهل والأصدقاء، قبل الأهل أنفسهم وأنت تبحث عن موقف وسط المدينة. فعلاً، تغير نظام الحياة فلم يعد هناك عائق لمتابعة المباريات وقت المحاضرة، وشكراً للآيفون وغيره.

أصبحنا نقضي الساعات نصل رحم التكنولوجيا ونطلب ود التطبيقات المختلفة. وصارت الأحاديث الإجتماعية تبدأ "واتس أب مان" وتنتهي "بي بي حبيبي". وهنا أتساءل، ما مصير الجرائد الورقية؟ فآخر علمي بها كانت تستخدم "كسُفرة" طعام!

وتحت ظل هذا التطور في سرعة نقل المعلومة، أصبح من الصعب التفريق بين الصدق و الكذب. ترى خبراً أو موضوعاً يخبرك أن السفن آب فيه مواد مسرطنة وصابون دوف يحتوي على رصاص قابل للإشتعال ومناديل جونسون بها لعاب فيل! قلت لكم، سرعة نقل المعلومة أسرع من تقبلنا لذات المعلومة.

أحد الأصدقاء كوّن نظرية خاصة حول كل ذلك، فهو لا يصدق أي شيء، وينشر كل شيء، سألته عن ذلك فقال "يا أخي قًـلًـق"، بكل أمانة، لم أفهم قصده ولكني تمنيت أن تعود أيام مجلة ماجد حتى ما يصير لنا قلق!


معاني المفردات
قوقل إت: فعل أمر بمعنى ابحث عن الكلمة في محرك البحث الإلكتروني جوجل، وفي رواية قوقل

كومنتات: جمع كومنت وهو التعليق أو الرد

ستاتس: حالة، وترمز للعبارة التي يضعها مستخدم الفيس بوك للتعبير عمّا "يختلج" صدره

تويت: الجملة التي يضعها مستخدم التويتر، وكما قال العالم فهد البتيري " التويتر كلمة عربية سرقها الأمريكان وأصلها من التواتر لأن الشخص يكتب ما يتواتر في ذهنه من أفكار!"

أُحجيات منقــار



هنا بعضٌ مما غرّدةُ منقار الوقت في فراغ اتسع بمساحة انفراج عقارب الساعة




. . 



إن كنا نقول أننا نسير على نهج صحيح ولكننا لم نُحقق النجاح، فإما أن يكون النهج خاطئ أو نكون كاذبين وفي الحالتين "كذبة"!

 التلازم فريضة على كل نظرية، فالسلوك مرآة الاعتقاد. قد ندّعي أنا وهو الإيمان بفكرة قائمة على تلوين الجدران بطلاء أزرق، نُعد الحملات ونروّج لأصباغنا، لكننا وبشعور متعمّد نمضي الليل في  حجرة سوداء!




. . 


فرض الرأي هو مُحاولة عبثية في إجبار النهار أن يكون ليلاً!

مُبارزة الكلمة، هي الإمساك بقبضة الأفكار وكأنها سيف يبتر مخارج الخروف لكل من عنوّن رأيه بلامٍ نافيةٍ لدين قبضتك! الإجبار في ساحة الآراء هو ممارسة الشعوذة لتحضير أرواح الشياطين




. . 



المُكابرة على المعلومة، وأدٌ للعلم

كما المفاخرة جاءت من كل قيمة، تأتي المُكابرة لتهدم طريق الوصول. لو تعدينا حقيقة الأعداد وتجاهلنا تراكيب الكلمات فهل نكون رميناها أم ألقينا أنفسنا! اليقين حول المعلومة لا يتأثر إن كنت فاقد البصر، أنت من يفقد نقطة في سباق العلم


. . 

  
لن تتعلم شيئاً إن لم تؤمن بمبدأ تغيير الأفكار


باختصار، التعلّم ليس أكثر من عملية تغيير حالة الفقد إلى حالة الاكتساب. العملية وحدها ستُدخلك في حلقات متشابكة ومتشابهة للحلقة الأكبر.


. . 


الذكاء يستحيل حماقة عندما ينتدب نفسه دفاعاً عن باطل

كل حسنٍ ينفرد بزوايا من فضيلة ما، الذكاء الذي أرّق أدمغة المجاهر المخبرية لا يستوي إلاّ بالتصالح مع أقرانه. قمة الذكاء، هذا إن قيست، قد تتنكس لو حاولت تبرير أي باطل



. .


الحقيقة ليست عُملة معدنية

في مفهوم الحقيقة المُجرد لا فُسحة للنسبية، والعملة المعدنية قيمة مادية قابلة للدخول في عراك التساوم والتفاوض، حتى في تنبؤات الحظوظ يكون لوجهيّ العملة توقعات وطوالع تصيب وتخيب أما الحقيقة فقد سُكّت قبل القرش!


. .






الأحد، 29 أبريل 2012

يا بُنيّ احذر




يا بُنيّ احذر

هذا ذنبٌ لا يُغتفر

من أنت حتى تقول

من أنت حتى تبوح

بأمر ماله من ممر!

كن كما أنت

كملايينٍ من بشر

لوحاً خشبياً

فالصوت هنا إمّا أذانٌ

أو "تباً قد كفر"!

ما الضيّر يا بُنيّ

فشيءٌ واحدٌ

أسلم من كل شيء

والبُكم يا بنُيّ

خيرٌ من فقد البصر!

ما الضرر؟!

إن أنت كنت أنا

وأنا كما هو

كالدُمى الصمّاء

في صفّها تتكرر!

يا بُنيّ احذر

اجعل الصمت رباً

أو ضميراً غائباً

مات حياً فاستتر!

اسمع النصح تأمْن

إن النطق شركٌ

والجدار له أذنٌ

حتى في "تويتر"!

يا بُنيّ احذر

أن يُملي عليك الهوى

أن تقول شيئاً

فلكل عنتر هناك هتلر!

وفي الأيام شواهدٌ

خاب فيها الصمت

مقتولاً بالحذر

 سترى لو أنت

أمعنت النظر!


مُناغاة في محضر الوطن






ما اسمي؟

لا تسألني بربك

ليس مهماً

في زماننا الأسماء

لكنك لو أمعنت أكثر

ستعرفني ببحر "حدسك"!

وإن لم تعرفني، مَعاذ الله

سينجلي الغيم يوماً

وأنت أقرب لسماء غيمك!

أما أنا حتماً موجود

أقسم لك برب الوجود

فتش عني .. ستراني

اسماً بسهو العمد

ضاع بين دفاترك

وصدقني إن أقسمتُ لك

واسمعني ولو مرةً

فطالما بقيت آخر الجمهور

وبِكِلتي يديّ صفقتُ لك

واشفع لي في العتاب محبةً

فأجمل الصدق خليلٌ

يُهدي العتاب

ويغنيها "ما أجملك"

حكايتي ليست غريبة

فكلنا مقاعدٌ صامتة

يسكننا الخوف حباً

ونسكن بين جدران فصلك

وُلدت فيك يوماً

كان الشتاء فيه زهرياً

أتصدق أن يكون الزهر لونك؟

وُلدتُ فيك وشهادتي معي

وما زال الحبل معي

مازال السر موصولاً بحبل سرك!

هكذا عشنا معاً

بعيدان بالرغم أني

عشت فوق أرضك!

أحببتُك كأُمي

وغرستُك بذوراً بقلبي

فنمى الشوق قمحاً بحقلك

ورأيتك تحنو هناك

على صدر كل طفل

فغضضت الطرف لم أسأل

ألستُ طفلك؟!

هكذا عشنا مثل السؤال

يغفو على جمر الهوى

حالماً متى يحين صُبحك؟

وصدقني لم أقل ذنباً

بل ازداد الشوق فيك

فركضت فرِحاً أغنيك

وصار اللحن عزفك

أعترف بكل ما أعطيتني

علمتني أبجد كل شيء

وربيتني في دفء حضنك

لن أكابر فيك

لن أنس الجميل

فليس اللؤم مني

وليس اللؤم قدرك

إني فقط مازلت أقرأ

كما كنت كل صباح

أتلو الدعاء راجياً

أن يطول في الحب عمرك

كُنتَ كل شيء حولي

وكُنتَ أجمل الأشياء

والذكرى لا تحلو إلا بذكرك

أتصدق لو قلت لك

أنك سحرٌ مَس الفؤاد

مذ لمستُ الرمل

تاه بي دفءُ رَملك

وارتويت من بعض البقاع

من هناك جئت طامعاً

أبحث عن بعض وصلك

أنت أمي وأبي

وجذوري كلها من هناك

والقلب فيه نبضك

إني جئت بريئاً

"أفتل حبل السؤال"

فانعقد الحبل قبل أن أسألك!

أنت .. أينك؟! لَمْ أرك!؟