السبت، 5 نوفمبر 2011

تاريخ





شكراً أيها التاريخ المجيد
شكراً للكتاب المُقدس
و شكراً لكل العرب !
شكراً لمن مات هنا
وأثرى البقاع نفطاً
يُباع كما الرُطب
مئاتٌ من سنين
وأنتم تتزوجون
ثم تبحثون
عن مرعى أخضر
وعن خمر وحطب !
حينها يبدأ فصل آخر
من هذا التاريخ
فصل الغارة تارة
أو فصل الثأر
أو فصلٌ دون سبب !

. . 

تاريخٌ المُضحك فيه
أنه أرخ نفسه
وأسمى الشخصيات كما يريد
وابتدأ من تاريخه
وكتب !
وأعلن حرباً أخرى
واتسع الأفق
وزادت ليرات هارون
وأصبح التاريخ مُهماً
تاريخُ العرب !
مئاتٌ من سنين مكتوبة
بعضها عن أخي
والآخر عن أبي
ورواية عني
والأقرب فالأقرب !
والتاريخ رجل ساذج
سيسمح لي أكتب حزني
كما سمح للجاحظ
أن يكون رباً للأدب

. . 

مئاتٌ من سنين
كتبوا كثيراً
عن العلوم
ورسموا الخرائط
وأسسوا علم الفلك
قالوا شعراً ونثراً
وخُطب
وما قالوا لنا
كيف الحياة
صارت ؟ ومتى ؟
ما أخبرونا عن أي سر
يستحق العجب !
كل هذا الكون وهم
ومئاتٌ من سنين
وحضارات وأفكار
وأساطيرٌ نقرؤها
فقط عن نساء
وكأس
أو ليرات من ذهب !
كأن التاريخ لولا الجواري
والخَراج
والمدح
ما أمر الوالي أن يُِكتب !

. . 

مئاتٌ من سنين
كلها نار فوق العلم
يا للكرم !
شكراً لرماد النار هذا
وغنائمُ موتكم
بات اليومَ مجداً
يحفظه الأطفال
ثم يُكتب
مئاتٌ من سنين
وما جاء منكم إلاّ
مذاقُ أكل
وشعر
وتاريخٌ ليس يُعرب !
عصورٌ وأزمان
لو دقت الساعةُ فيها
من سِلسالها تتعب
تاريخُهم
أو عفواً تاريخُنا باختصار
" إنّا عرب" !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق