الأربعاء، 18 يوليو 2012

البساطة بكل بساطة!




تُجبرنا البساطة أن نعود إليها أكثر كلما غضب التعقيد وانتشر، حتى في شرب الماء ترانا نتكل على أقدم مبادئ الابتكارات البشرية، فهل الحياة تحتاج للبساطة أم هي بسيطة في ذاتها؟

التطور البشري، بكل أنماطه، لم يعد يصارع الوقت فحسب، بل هو في عراك مع مفاهيم وسلوكيات عديدة . وُجد الانسان بسيطاً، فكانت الحياة بسيطة لا تحتاج لربطة عُنق ولا إلى "ملمع" أحذية، وُجد عارياً منزوعاً من التعقيد إلا من "فطرة" المبادئ والقيم، لم يكن يحمل بيديه بنادقاً بل كان يكتب بريشة السلام، لم يلجأ لدبلوماسية في الخطاب كي يصطاد سمكة، كان همّه الوحيد أن يمارس البساطة كما أنها تُمارسه

ولأنه انسان، أخطأ في التقييم، وأخطأ في التفسير فاقترف ذنباً أخرجه من جنة البساطة إلى أرض مُعقدة. ولأنه انسان أيضاً نسي المبادئ رغم أنها مسؤوليته الوحيدة هنا، نسي ما الذي يتوجب عليه فعله، ففعل كل شيء

يقول بعض الفلاسفة أن الخُلق الفاضل ليس نابعاً من الاهتمام بالشيء، بل هو أصل موجود ضمن قوالب المسؤوليات في الانسان. بمعنى أن الأخلاق الحَسنة لا تحتاج لتربية على حس الاهتمام، بل وبكل بساطة هي تحتاج لتحفيز في أصل الانسان فقط

ربما لا يرى البعض فرقاً في ذلك طالما أن النتائج متساوية، ولكن الفرق يَضح لو أسقطنا الفكرة على الحياة المادية. في ليس ببعيد تطورت ابتكارات وسائل الاتصال بشكل معين، بشكل يصح أن نقول عنه مُعقد، ولأنه لا بديل للتواصل حققت تلك الصناعة منحى ايجابياً "مادياً" جعلها تسير أكثر في خطوات التعقيد. ولكن وقفت "بساطة" الانسان جداراً وسط هذا المشوار أجبرت الشركات للعودة لبساطة التعامل مع الجهاز، عادت إلى تفعيل تقنية "الإصبع" الذي به يُشير الانسان

مهما وصلت البشرية إلى تعقيدات كثيرة تراها تعود لأصولها البسيطة، لا يمكن للانسانية التخلص من مبادئها في أي تعامل، وإن حاولت ستُجبرها "ثورة" البساطة للعودة، وإن جاهدت ستهدمها مطرقة بسيطة كان الانسان يسخدمها لطحن قمح أو عجن حبة طماطم!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق